وضع داكن
22-02-2025
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 031 - 113 ) - أنواع المدود - المحاضرة(13-14) : ياء المد.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله أجمعين، أخواننا الكرام، كنا بفضل الله تعالى قد أنهينا الكلام على قواعد علم الوقف والابتداء، وبينا أقسامه وأنواعه وتكلمنا في الحلقة الماضية على بعض الكلمات التي رسمت بحذف الألف بالخط كيف نتعامل معها عند الوقف، وكذلك بعض الكلمات التي رسمت في القرآن الكريم بحذف الواو، أيضاً كيف نتعامل معها عند الوقف عليها وقفاً اختبارياً أو اضطرارياً.
واليوم نتكلم على حرف العلة الثالث وهو حرف الياء، ونبين كيف نقف على الكلمات التي حذفت منها ياء بسبب كتابتها كما قال علماءنا على نية الوصل، يعني أنتم تعلمون بأن الياء حرف علة وهي ساكنة فلما تكون هي الحرف الأخير في الكلمة الأولى، والكلمة الثانية التي بعدها أولها حرف ساكن، فيجتمع في النطق ساكنان والعرب لا تجمع بين ساكنين أولهما حرف مد إن وجد في كلامهم أسقطوا حرف المد من النطق، فبعض الكلمات في القرآن الكريم رسمت أمام النبي صلى الله عليه وسلم على نية الوصل يعني محذوفة الياء مع أننا لو وقفنا عليها لغة لكان فيها ياء يعني مثلا نقول:

﴿ إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَانُ بِضُرٍّ ﴾

[ سورة يس: 23 ]

أصلها ( يردني )، هناك ياء متكلم لكن هذه الياء لما نصلها بكلمة الرحمن نقول: ( يردنِ الرحمن )، فتسقط الياء في اللفظ ولكنها في الخط أيضاً كتبت على نية الوصل فسقطت منها الياء.
 كيف نقف على هذه الكلمة وعلى ما وعلى ما ماثلها؟ نقف على رسم المصحف، يعني بحذف الياء اتباعاً لرسم المصحف هكذا نقل لنا حفص رحمه الله عن شيخه عاصم، هناك بعض القراء الآخرون نقلوا لنا إثباتها عند الوقف بالعودة بها إلى الأصل مع أن الياء ليست موجودة في الخط، لكن هذا ليس برواية حفص نحن نتبع رواية حفص عن عاصم فهذه الياء محذوفة للجميع وصلاً، أما عند الوقف فإن حفصاً يحذفها أيضا ويراعي رسم المصحف.
نأتي ببعض الأمثلة، نؤكد أننا نقرأ بحفص وليس ورش، الله يجزيهم الخير بقناة اقرأ كانوا قد أفردوا برنامجاً خاصاً، لقراءة ورش، بعنوان التلاوة الصحيحة وكانت في ثلاثين حلقة ولله الحمد.
نأتي الآن على بعض الأمثلة التي جاءت محذوفة الياء في الخط بسبب التخلص من التقاء الساكنين، من ذلك قول الله تعالى:

﴿ وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ ﴾

[ سورة الروم: 53]

 فلو وقفنا على كلمة ( بهاد )، نقف عليها بالسكون ( بهادْ )، ولا نقف عليها (بهادي )، مع إضافة الياء نقف عليها كالوصل من غير ياء لأنها هكذا في الخط، قلنا منذ قليل في قوله تعالى:

﴿ إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَانُ ﴾

[ سورة يس: 23]

 فلو وقفنا نقف ( إن يردنْ )، هكذا عندنا أيضا في قوله تعالى:

﴿ إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِي الْجَحِيمِ ﴾

[ سورة الصافات: 163]

 فنقف عليها ( من هو صالْ )، ولا نقف ( صالي )، على رواية حفص، هذه الأمثلة الثلاثة نراها على اللوحة، التي تبين لنا تلك الأمثلة، نلاحظ على الشاشة، أمثلة على الوقف الاختباري، أو الاضطراري، ما رسم بحذف الياء على نية الوصل:

﴿ وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ ﴾

[ سورة الروم: 53]

 فلو وقفنا على كلمة ( بهاد ):

﴿ إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَانُ ﴾

[ سورة يس: 23]

 فلو وقفنا نقف ( إن يردنْ )، وفي قوله تعالى:

﴿ إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِي الْجَحِيمِ ﴾

[ سورة الصافات: 163]

 نقف عليها ( من هو صالْ )، أيضا عندنا أمثلة أخرى حذفت منها الياء لفظاً اتباعاً على نية الوصل في قوله تعالى:

﴿ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ ﴾

[ سورة القمر: 5]

 ( تغنِ )، أصلها ( تغني )، على وزن ( تُفْعِل )، لكن لما نصلها بالنذر نقول ( فما تغنِ النذر )، فتسقط الياء لفظا وكذلك سقطت خطاً على نية الوصل، فكتبت في المصحف الشريف من غير ياء في آخر ( تغني )، فلو وقفنا عليه اضطرارا أو اختبارا نقف فما ( تغنْ)، ولا نقول ( فما تغني )، على رواية حفص كما أسلفنا أيضا قوله تعالى:

﴿ وَلَهُ الْجَوَارِي الْمُنشَآتُ﴾

[ سورة الرحمن: 24]

 ( وله الجوار المنشآت )، أصلها ( الجواري )، على وزن الفواعل، فنقف عليها اضطراراً أو اختباراً، ( وله الجوارْ )، هكذا من غير ياء كما وصلنا، عندنا أيضاً في قوله تعالى:

﴿ الْجَوَارِي الْكُنَّسِ ﴾

[ سورة التكوير: 16]

 أيضاً لو وقفنا عليها نقف ( الجوارْ )، ولا نقول ( الجواري )، بالنسبة للقرآن، أما لغة يمكن أن نكتبها بياء ونقف عليها ( الجواري )، ما في إشكال في ذلك.
نلاحظ هذه الأمثلة في اللوحة التعليمة الثانية في حلقة اليوم، نلاحظ على الشاشة:

﴿ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ ﴾

[ سورة القمر: 5]

 نقف عليها ( فما تغنْ ):

﴿ وَلَهُ الْجَوَارِي الْمُنشَآتُ﴾

[ سورة الرحمن: 24]

 نقف عليها ( وله الجوارْ ):

﴿ الْجَوَارِي الْكُنَّسِ ﴾

[ سورة التكوير: 16]

 نقف عليها ( الجوارْ )، عندنا أيضا بعض الأمثلة التي حذفت منها الياء كذلك من جملة ذلك في قوله تعالى:

﴿ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ ﴾

[ سورة النساء: 146]

 أصلها ( وسوف يؤتي )، بوزن يُفْعِلْ، فلما نصل كلمة ( يؤتي )، بلفظ الجلالة تسقط الياء فتصير ( وسوف يؤتِ الله )، فلو وقفنا عليها اضطراراً أو اختباراً نقف عليها (وسوف يؤْتْ )، بهمزة ساكنة وبعدها تاء ساكنة فيها شيء من الصعوبة، لا يفعل القارئ ذلك إلا كما أسلفنا اضطراراً، يعني بسبب النسيان أو ضيق النفس أو السعال أو ما شابه أو الاختبار كأن يختبره أستاذه فيقول له كيف تقف على قوله تعالى إن اضطررت إلى ذلك.
أيضا عندنا في قوله تعالى:

﴿ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾

[ سورة المائدة: 3]

 ( واخشونِ ) أيضاً هذه كتبت من غير ياء في آخرها، فنصلها ( واخشونِ اليوم ) ونقف عليها ( واخشونْ )، هكذا بحذف ياء متكلم، ثم نصل لو بدئنا نقول اليوم أكملت لكم دينكم.
مثال آخر: عندنا قوله تعالى:

﴿ نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة يونس: 103]

 (ننجِ)، أصلها ننجي بوزن نُفْعِلْ، لو وقفنا عليها نقف بحذف الياء كما رسمت لأنها كتبت كذلك على نية الوصل:

﴿ نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة يونس: 103]

 نلاحظ هذه الأمثلة الثلاثة، في اللوحة التعليمية التالية، تبين لنا تلك الأمثلة وكيف نقف عليها، نلاحظ على الشاشة:

﴿ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ ﴾

[ سورة النساء: 146]

 نقف عليها وسوف ( يؤتْ ):

﴿ وَاخْشَوْنِي الْيَوْمَ ﴾

[ سورة المائدة: 3]

 نقف عليها ( واخشونْ ):

﴿ نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة يونس: 103]

 نقف عليها ( ننجْ )، عندنا أيضاً، مثالين آخرين نذكرهما من ذلك في قوله تعالى:

﴿ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِي ﴾

[ سورة ق: 41]

 ( ينادي )، وزنها يُفاعِل، ولكنها كتبت من غير ياء في آخرها على نية الوصل لأننا لما نصلها بكلمة ( المنادي )، تسقط ياء الفعل وكذلك نقف عليها ( يوم ينادْ )، ولا نقول يوم ( ينادي )، وقفاً وقوله تعالى:

﴿ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾

[ سورة الحج: 54]

 أصلها ( لهادي )، بوزن فاعل، حذفت الياء من آخرها على نية الوصل فنقف عليها ( لهادْ )، اللوحة التعليمية التالية تبين لنا، هاذين المثالين، نلاحظ على اللوحة:

﴿ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِي ﴾

[ سورة ق: 41]

 نقف عليها ( يوم ينادْ ):

﴿ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾

[ سورة الحج: 54]

 نقف عليها ( لهادْ )، كلمة أخرى في القرآن العظيم هي كلمة الوادي، جاءت في عدة مواضع وفي عدة آيات وادي بوزن فاعل جاء بعدها في بعض المواضع ساكن فلذلك تسقط ياءها في آخرها على نية الوصل من ذلك في قوله تعالى:

﴿ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ﴾

[ سورة طه: 12]

 ( بالوادِ المقدس ) كتبت بدون ياء فنقف عليها اضطرارا أو اختبارا فنقف عليها (بالوادْ )، ولا نقول ( بالوادي )، أعود فأقول هذا كله على رواية حفص عن عاصم، عندنا أيضا في قوله تعالى:

﴿ حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ ﴾

[ سورة النمل: 18]

 ( على وادِ النمل )، نقف عليها (على وادْ )، ولا نقف على ( وادي )، أيضاً في قوله تعالى:

﴿ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ ﴾

[ سورة القصص: 30]

 ( من شاطئ الوادِ الأيمن )، نقف عليها ( من شاطيء الوادْ )، من غير ياء كذلك لأنها رسمت هكذا، هذه اللوحة الأخيرة في حلقة اليوم، نلاحظ تلك الأمثلة عليها:

﴿ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ﴾

[ سورة طه: 12]

 نقف عليها (بالوادْ ):

﴿ حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ ﴾

[ سورة النمل: 18]

 نقف عليها (على وادْ ):

﴿ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ ﴾

[ سورة القصص: 30]

 نقف عليها ( من شاطيء الوادْ )، إذاً هذه أمثلة ذكرتها لكم وقيسوا عليها بقية ما يأتي في المصحف الشريف من أشياء رسمت بحذف حروف العلة من آخرها،نقف عليها كما الرسم كما جاء في رسم المصحف لأن ذلك سنة نبوية وهي لهجة لبعض العرب، لما نقول اتباعا للرسم لا يفهمن أحد أن هذا خلاف للغة العرب، العرب كذلك يفعلون وبعض القبائل تعيد الحرف المحذوف يعني بعض القبائل تقول ( بالواد )، وبعضهم يقول ( بالوادي )، لغة في الكلام اليومي بينهما المعتاد، لكن في القرآن العظيم حفص رواها محذوفة الياء حسب رسم المصحف الذي كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الحلقة القادمة بإذن الله نتابع الحديث عن بعض الملاحظات التي تتعلق بالوقف والابتداء، وأن هذا أمر هام لا بد للقارئ من معرفته، وصلى اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

إخفاء الصور